موقف الصحابة من الخوارج
هذه هي بداية ظهور الخوارج، وكان موقف الصحابة منهم أنهم ناظروهم بالحجة -ابتداءً- ثم لما لم تُجدِ الحجة قاتلوهم، وقد نصر الله تعالى الصحابة رضوان الله عليهم في قتالهم مع الخوارج، وفرح علي فرحاً شديداً بهزيمتهم ومقتلهم، وفرح معه الصحابة رضوان الله عليهم، وكان في ذلك كرامة لأمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه؛ حيث أمرهم أن يبحثوا عن ذي الثدية، وهو أحد زعماء الخوارج، كان في عضده اليسرى مثل الثدي الصغير (ثُدية)، فقال لهم: أين ذو الثدية ؟ ابحثوا عنه في القتلى، فلم يجدوه في أول الأمر، فقال: [[والله ما كَذبتُ ولا كُذبت]] أي: ما كَذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذب عليَّ، وأمرهم أن يعيدوا البحث، فذهبوا إلى ساقية كان فيها عدد من القتلى، فبحثوا فوجدوه تحتهم، فجاءوا به إليه فلما رآه قال: [[صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم]].
وكان ذلك كرامة لـعلي رضي الله عنه، وبشرى للصحابة ولمن معه، حيث فرحوا أن الله نصرهم على هذه الفرقة المارقة المخذولة، ثم استمر الخوارج خلال التاريخ حتى قامت لهم دول، فكانت لهم دولة في بلاد فارس، وكذلك دولة في بلاد المغرب، وفي عصر بني أمية اشتدت شوكتهم في زمن الحجاج، وكانت لهم مواقع كثيرة جداً مع الحجاج، واشتهر في قتالهم القائد المعروف: المهلب بن أبي صفرة .